السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تزوَّجْتُ منذ سنة من رجل متزوجٍ بأمرأة أجنبية ولديه أولاد، وأثناء الخطبة كان يتصرف بشكل طبيعي، ولكن بعد الزواج ظهر بخلُه، فلا يُنفق على البيت، مع العلم بأنه ذو منصبٍ كبير، ويستطيع الإنفاق على بيتين! أنا من يقوم بالبيت، علمًا بأننَّي متزوجة منذ ثلاث سنوات! لا يريد الإنجاب مني، ولا أفهم تصرفاته، أحيانًا يهملني وأحيانًا يرغب فيَّ، أريد نصحكم وإرشادكم: كيف أتعامل معه؟ ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله كلَّ خير. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. في بداية استشارتك كتبتِ أنَّك تزوَّجتِ من سنة، لكنْ تغيَّر الأمرُ حتَّى آخر الاستشارة؛ ليصبح ثلاث سنوات، ولست أدري هل الخلل مطبعيٌّ أم أنك تقصدين سنتين خِطْبة وسنة زواج، أم أنَّ الرسالة استغرقَتْ معك سنتين لكتابتها قبل أن تَصِلنا؟! عزيزتي، مفتاح العلاقات الثِّقة بدايةً، فلا تجعلي تصرُّفات وتقلُّبات زوجك تؤثِّر على ثقتك بنفسك، وعلى تحديد أهدافك، وما تسعين للوصول إليه معه، ويليها ثقتك وتقديرك له، فهل أنت قادرةٌ على تقديره؟ أم أنَّك تنظرين له أنه أصغرُ منك، ويؤثِّر ذلك على نظرتك له داخليًّا، ولو لم تُظْهريه! أحيانًا كثيرة تكون المشاعرُ سببَ المشاكل؛ حيث تنتقل بشكلٍ لا شعوري؛ لتوصل رسالة خفيَّة للطَّرف الآخر تشعره بأنَّ هناك خللاً ما، ولو عجز عن تحديده! ربما تكون المشاعر من زوجك، وليست منك، فبلا شكٍّ لزوجك مشاعره تجاه زواجه منك، وقبلها زواجه من أجنبية، فكلاهما ليسا من الاختيارات الشائعة عادةً (سواء اختيار الأجنبية أو من تَكْبره سنًّا)، رُبَّما يحتاج أن يشعر بتميُّزٍ في المجتمع على طريقته الخاصة. زوجك ليس من النوع الصعب، وقد اكتشفتِ بنفسك الكثير من طباعه، لكنَّها فقط غير مألوفة ربما؛ إذْ إنه لا يَلتفت لما يأتيه سهلاً، ويفضِّل عليه أن يُقنع من أمامه بما يرفضه، وقد لمستِ ذلك بنفسك في أكثر من موضوع. بعد أن اكتشفتِه عامليه بما يُجْدِي معه، وتصرَّفي بحكمة تجعله هو من يحرص عليك، ويتلهف على مجالستك ورضاك: • لا تُلِحِّي عليه أبدًا في أمر، ولا تُبادري معه، بل يكفي أن تُرسلي له إشاراتٍ عابرة. • لا تُشعريه بحرصك، على العكس، أشعريه باستقلالك وقوَّتِك، تذكري أنك لفَتِّ نظرَه قبل أن يرتبط بك، فكيف كنت وقتها؟ لا تفقدي جاذبيتك وتلاحقيه وتُظهري له ضعفك، فتَفْقديه! • قوِّي ثقتك بنفسك وبأنوثتك، واحذري من أن يُفقدك هذه الثقة أو يؤثِّر عليها، توقَّعي منه أن يتقلب حسب مزاجه، لكن لا تسمحي لتقلُّبِه أن يؤثِّر عليك سلبًا. • لا تقومي بمهامه، بل أصرِّي عليه أنَّها من واجبه؛ عكس ما نتوقَّعه نحن النساء فإنَّ الرجل يحتاج إلى أن يكون هو الطَّرفَ الداعم في الزواج، وأن يشعر بقدرته على احتواء زوجته، وأنَّ لديه ما يقدِّمه لها ولو تهرَّب فعليًّا من ذلك، لكنه لن يُقدِّر نفسه لو فعَلْتِه عوضًا عنه، وسيُعطيكِ دور الأمِّ بشكلٍ لا شعوري، فاحذري من ذلك! أعانك الله ووفَّقك لكل خير في حياتك وآخرتك، لا تنسي أن تَحتسبِي الأجر، وتتذكَّري كم للزوجة من أجرٍ بِحُسن تبَعُّلِها! وكل ما سبق - بإذن الله - يَدْخل ضمن ذلك. رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/35210/#ixzz25yailblv