السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا عمري 13 سنة، أرجوك ساعدني أنا ما لي غير الله ثم أنتم، أحس بالضجر؛ فأنا ليس عندي شخصية، واكتشفت هذا الأمر من قريب، أنا أقلد أختي التي تكبرني بثلاث سنوات في كل شيء؛ لأن الناس يحبُّونها، فقلت: لا بد أن أصير مثلها؛ لكي يحبَّني الناس، ثُم اكتشفت أنَّ ما أفعله خطأ! أنا أريد أن أؤسِّس لي شخصيَّة، أنا أريد شخصيتي، وأهمُّ شيء أن أكون محبوبةً بين الناس، وأكون طيِّبة، وأمنيَّتي أن تكون شخصيتي جذَّابة، أرجوك ساعدني، وأنا أيضًا كتوم جدًّا، أريد أن أصير صريحة، أرجوك، والله تقريبًا مضَتْ سنَة، وأنا كلَّ ليلة أبكي، حتى جفَّت الدمعة في عينيَّ، وأنا أريد أن يُساعدني أحد. أرجوك أجبني، أنا لا أعرف كيف أتكلّم، ولا أرد، وأنا أريد أن أكون مثل هؤلاء الناس؛ أتكلّم وأرد، من فضلك ساعدني، إنني أكتب والدمعة في عيني. قِفوا بجانبي؛ فأنا حزينة جدًّا، أنا مشكلتي أني أريد أن أصير شخصية جذَّابة، لكن كيف؟ لا قواعد عندي أمشي عليها، وأنا دائمًا أحاول أن أصبح شخصيَّة جذابة، أنا دائمًا أقلِّد الشخصيات الجذابة، بقيت أقلِّدهن في كل شيء، حتَّى ضاعت شخصيتي، وما بقي عندي شخصيَّة، ومن أجل ذلك؛ فأنا أريد أن أرجع لأَبْني شخصيتي من جديد، أرجوكم ساعدوني. الجواب أعجبني فيك رؤيتُك لنفسك، ومحاولَتُك تغييرها؛ فالإنسان باحتياج إلى أن يعرف مواطن الخلَل والضعف، ويحاول تغييرها للأفضل بكلِّ عزيمة وهمَّة. فلْتَعلمي حبيبتي أنَّ كل إنسان يتميَّز بصفات قوَّة، وصفات ضعف، والشخصية المتميزة تختلف من إنسان إلى آخر؛ حسب ما يمتلكه هو من صفات وإمكانيات، أو يتميَّز بها؛ فلو ضربنا مثالاً بشخصيَّة عمر بن الخطاب، وكيف كان شديدًا في الحقِّ، وشخصية أبي بكر الصدِّيق، وما يتمتَّع به من جانب هادئ من الطبع؛ فلا نستطيع أن نحكم أيُّهما أفضل في هذا الجانب؛ فكلٌّ يتميَّز بأمر. ويجب على الإنسان أوَّلاً أن يشعر بأنَّه شخص له قيمة؛ حتَّى يَشعر الآخَرون بأهميته. فإن قيمة الإنسان لا تؤكَّد من قبل الآخرين، بل منه أوَّلاً؛ إنك بِقُواك الكامنة، ومواهبك المميزة تستطيعين أن تبني حياةً جديدة. فلقد وهبَنا الله ملكاتٍ وقدرات نستطيع - إن أحسنَّا استغلالها - عمل المستحيلات، غير أنَّنا في بعض الأحيان لا نُحْسن استغلالها؛ فلهذا ابدئي الآن في التغيير؛ فمن خلال نظرتك إلى نفسك ينظر إليك الآخَرون. فالبداية في كلِّ شيء صعبة، ولكن النِّهاية مريحة ومُثْمِرة؛ بشرط مقاومة التحدِّيات بقوَّة وعزم، وأن تصبري على التَّغيير وتصرّي على والنجاح، وتُحاربي الإحباط واليأس والقنوط. إليك نصائحَ ستفيدك في بناء شخصية الواثقة المَحْبوبة: 1 - إنَّ من أكثر ما يَبني ثقة المرء بنفسه علاقتَه بربِّه؛ فكلَّما كانت علاقة الإنسان بربِّه قويَّة، ويؤدي عباداته على وجهٍ جيِّد، شَعر بطاقة هائلة نحو الأفضل. 2 - ابدئي بالبحث عن مواهب بداخلك، وأمورٍ تتميزين بها، وتحبِّين فعلها، ونَمِّيها للأفضل؛ فإنَّ ذلك يُكْسِبك ثقةً بنفسك، وإعجابًا بما تُنجزينَه. 3 - تعلَّمي شيئا جديدًا، وطوِّري نفسك دومًا باستمرار في مجالات مختلفة تحبِّينها، وتتمنَّين أن تكوني متميِّزة بها، وقومي بأنشطة رياضيَّة أيضًا؛ فإنَّها تعطي الحيويَّة والطاقة والتَّفاؤل نحو الحياة، واشتركي في نشاطاتٍ فيها المتعة والاسترخاء، وحافظي على صحتك. 4 - ضعي أهدافًا لنفسك طويلة المدى، وقصيرة المدى، في الدِّين والدُّنيا، وسيري نحو تحقيقها. 5 - اهتمي بمظهرك الخارجيِّ من خلال ملابسك ونظافتك؛ فإن هذا إذا كان متوازنًا فإنَّه ينعكس على ما بداخل الشخص ونظرته نحو نفسه واهتمامه بها. 6 - ابحثي عمَّن يحمل طموحات تشابه طموحاتك، وشجِّعيه لتشعري بروح المشاركة الرائعة. 7 - اقرئي كتبًا مفيدة، ونماذج لأشخاص ناجحين؛ كيف ساروا؟ ومن أين بدَؤوا؟ 8 - يحتاج بناء الشخصية إلى الصَّبر وعدم الاستسلام، وتذكري دومًا أنَّ أغلب ما يقول الأشخاص الذين مرُّوا بتجارب قاسية، أنَّهم استفادوا من تجربتهم، وأصبحوا أفضل، بل تحسَّنت شخصيتهم، وزادت مشاعرهم قوة كما زادت ثقتهم بأنفسهم. رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/34534/#ixzz25yZmbng2