أنصح الزوجين دائما بتحديد بعض المرتكزات الأساسية في اتباع طريق للنظام الغذائي بينهما ، حتى نستطيع أن نتحكم في كل ما يدخل المعدة من طعام ، فالنبي عليه الصلاة والسلام قد حدد أن المعدة بيت الداء ) فيجب علينا إلا نخلط الطعام بعضه ببعض ، ونتناول كل ما يقع تحت أيدينا ، فهذه السلوكيات الغذائية تحتاج لنظام متوازن للسيطرة عليه ، فالدراسات تثبت مدى الارتباط بين الحالة المزاجية والعصبية وبين نوعية الطعام فمن المعروف أنه يوجد ارتباطا وثيقا بين الحالة المزاجية والنوعية الطعام ومستوى الطاقة ، فهناك صلة قوية بين المخ وحاسة الشم نظرا للاتصال المباشر بينهما فحاسة الشم والذاكرة ينتميان إلى عالم المؤثرات ، فمتى ما كان منظر الطعام شهيا ولذيذا فإن المخ يستثار بواسطة النظر والرائحة المنبعثة من الوجبة فيرسل إشارة إلى الغدة اللعابية فتفرز عصائر الهضم من ماء الفم إلى عصائر المعدة ، أما في الوجبات التي لا يشتهيها الزوج فإن المخ يستثار تدريجيا حتى يصل الزوج إلى حالة من الإحباط والخمول والاضطراب وتغير المزاج .
أما عن نوعية الأطعمة التي تؤثر على الحالة المزاجية للزوجين فهي الاهتمام بنوعية الفيتامينات الموجودة في الأطعمة فنقصها يؤثر على السلوك البشري والعدواني للزوج ، فنقص فيتامين ( A ) مثلا يؤثر على الحالة النفسية وعلى جهاز المناعة على وجه العموم .
أما نقص فيتامين (B1) أو الفيتامين ويلقب بالفيتامين الأخلاقي لتأثيره المباشر على الجهاز العصبي ، فنقصه يؤدى إلى التهيج واضطراب النوم والارتباك في التعامل مع الآخرين وانحراف السلوك والعدوانية أما الاستزادة منه فهو موجود بكثرة في حبوب القمح والخميرة النباتية والبازلاء الخضراء والبرتقال .
أما الفيتامين ( B2) أو الريبو فلافين فيطلق عليه لقب العميل الخاص للمخ ، لأنه يتميز عن غيره بتأثيره المضاد للإجهاد والإرهاق ، كما إنه يعمل على إغلاق مسالك الأعصاب أثناء فترة الهيجان العصبي ، فنقصه يؤدي إلى القلق والتوتر ، أما الاستزادة منه فهو موجود في اللبن الزبادي والمحار والسبانخ والكرنب .
كما ثبت علميا أن نقص حمض النياسين ( الحامض النيكوتيني ) وحمض البانتوثينك ، يؤدى إلى الاختلال النفسي الشديد ويؤدي إلى قلة التركيز وعدم التوازن في معالجة الأمور ، كما يؤدي إلى انحراف حاد في الحالة النفسية حيث ثبت أنه نقصه يؤدي إلى اعتماد الرجل على العنف المنزلي كالضرب والجلد والتعذيب ، ويسبب أيضا حالة من الهذيان والإحباط وتدهور النفسية .
فهذا الحمض يعمل على بناء الكرات الحمراء في الدم ، وبالتالي يساعد على نقل الأوكسجين المسؤول الأول عن غذاء المخ كما يساهم وبشكل فعال في التمثيل الغذائي للطاقة ويعتبر أحد العوامل الأساسية في تشكيل المواد الأولية للحامض الأميني الخاص بجهاز الإرسال العصبي ( السيروتونين ، والدوبامين ) ، فتناوله يعتبر أحد المهدئات للنفس كما يساعد على النوم أثناء الليل ، أما المصادر الغذائية التي تحتوي على هذا المعدن فهي الدجاج والفول السوداني والبطاطس والخميرة النباتية وحبوب القمح والزبدة وسمك السلمون .
من المؤكد أن نقص بعض المعادن يؤدي إلى القلق والتوتر ، فمعدن البوتاسيوم لا يمكن الاستغناء عنه لأي زوجين لأنه يساهم بشكل كبير في التشنجات العصبية فتناول معدن البوتاسيوم يساعد الزوج بشكل مستمر على التحكم وضبط أعصابه ، لأنه يعمل على رفع الروح المعنوية .
الكروم كذلك له دورا فعال لأنه يعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم وهذا المعدن من أفضل المعادي التي ينصح به الزوج المصاب بالسكري أنه يساعد على عدم الإحساس بالضعف العام والإرهاق والاضطراب المزاجي ويمكن الحصول عليه من الاجبان والقشريات البحرية كالسمك والربيان واللبستر والسلطعون .
كما أن معدن الحديد يعتبر أحد المكونات الأساسية للجسم أنه يساعد على تحسن الحالة النفسية للزوج ، فنقصه عن الجسم يؤدى إلى الاكتئاب العام وعدم القدرة على التركيز ويمكن الحصول عليه من الخضراوات بشكل عام والقمح والحبوب المختلفة واللحوم والقرنيات .
ومعدن الفسفور ضروري أيضا لأنه يساعد الزوجان على التحاور والنقاش ويهيئهما للجلوس المشترك ، فهو ينتج الطاقة التي تنتقل للخلايا التي تعمل على انتقال المعلومات عبر المخ ويعمل على تهدئة الأعصاب وتحمل الإرهاق والعصبية كما انه يساعد على بناء العظام وعلى وظائف الكلى والتحكم بالاضطراب العصبي ، ويمكن الحصول عليه من البيض والبذور والمكسرات .
أما معدن الماغنسيوم ومعدن الصوديوم فهما من أكثر المعادن احتياجا للجسم ، نظرا لتأثيرهما المباشر على الاضطرابات العصبية والغضب والتوتر ، فالدراسات تثبت أن معدن الماغنسيوم أفضل علاج لحالات التقلبات المزاجية ، نظرا لاحتوائه على الملح المعدني الذي يؤثر على منطقة كيمياء المخ ، كما أن نقصهما يتسبب في زيادة الحالة المزاجية لأن هذا النقص يؤثر على هرمون الدوبامين ، وهو هرمون كيمائي يعمل على تنظيم الحالة المزاجية . وكذلك نفس الحال بالنسبة إلى معدن الكالسيوم فهو يلعب دورا مهما في نقل الإشارات إلى الخلايا العصبية ، فنقصه يؤدي إلى القلق والتوتر والعصبية وعدم التحمل والغضب الزائد ، ويمكن الحصول عليه من الخضراوات بشكل عام وجميع أنواع الحبوب ، كما أن تناول كوب من اللبن كفيل بالحصول على الكالسيوم لأن الجسم بحاجة الى 1,000 مللجم على الاقل وهذه النسبة متوفرة في كوب من اللبن ، ففي دراسة مثيرة قامت بها جامعة كاليفورنيا وجدوا أن الاشخاص العصبيين الذين تناولوا وجبات ذات الكالسيوم أنهم أصبحوا بعد قترة من الزمن أقل عصبية وتوترا ، فاستخلصوا ان الكالسيوم تأثيرا على كيماويات المخ والهرموناتن التي تعرف بتأثيرها على المزاج .
فالسمك يحتوي على 49مللجم من الماغنيسيوم أي بنسبة 12% من حاجة الجسم اليومية علما بأن حاجة الانسان من هذا المعدن هي 400 مللجم .
أما معدن الزنك فهو الذي يلقب ( بالمفتاح الرابط ) بين الخلايا وخلايا المخ ، فهو يقدم خدمة جليلة للشخص من ناحية النشاط الدائم للأنزيمات ، لأنه ضروري ومساعد لتحسس الطعام وتذوقه ، كما أن نقصه يؤدي لفقد الشهية وتعكر المزاج .
لعل من أبرز العادات الغذائية على مستوى العالم هو الالتزام ببعض الطقوس والمعتقدات التي لا تزال تسري في روح المجتمع ، فالهنود مثلا لا يقومون بأي عمل أو حركة إذا لم يتناولوا الشاي بالحليب ، وكذلك عرف ذلك عن بعض الشعوب الأخرى كالصينيين وغيرهم ، ، كما أن جلسة الشاي تعد أشهر الجلسات لدى الكثير من الشعوب لعل من أشهرهم المصريين وغيرهم من دول المغرب العربي ، كما تعد القهوة العريبة رمز الضيافة لدى العرب على العموم ولدى البدو على وجه الخصوص ، فقد وردت الإحصائيات أن الشعب الأميركي يتناول وحده نصف القهوة التي تنتج في العالم ، صحيح أن القهوة تحتوي على مادة منبهة وهي ( الكافيين ) ، والشاي يحتوي على مادة ( الثيبوبرومين ) ولكلاهما لهما تأثير مباشر على المخ والجهاز المركزي العصبي .
فالإكثار من تناول القهوة والشاي يؤدي إلى تشوش التفكير ، وتشتت التركيز ، كما يؤثر على معدل النبض وسرعة التنفس .
فأنا أنصح كل الأزواج بالابتعاد عن تناول القهوة والشاي بكثرة لأنها لا تساعد على الهدوء النفسي والاتزان حالة الغضب .
ففي بعض الدراسات التي أجريت على حوالي 300 شخص بجامعة منيوستا الأميركية ، وجدوا أن الذي يتناول القهوة والشاي لأكثر من أربع مرات يتعامل بمزاج حاد في التعامل مع الآخرين ، ويصاب بالضغط المرتفع أثناء العمل .
كما أثبتت بعض الدراسات التي قام بها الدكتور كريستيان بإنجلترا إن تناول الكافيين الموجود في القهوة والشاي تسبب فقد الطاقة ويؤدي إلى الشعور بالمزيد من التعب والعصبية والتوتر ، كما أكدت نفس الدراسة أن بعض الأشخاص الذين كانوا يعانون من التعب والإجهاد اتبعوا نظاما غذائيا على منعوا من خلاله تناول أي كوب من القهوة والشاي طوال فترة العلاج الذي أستمر أكثر من أسبوع ، فتبين مدى التحسن الذي طرأ عليهم ، ولكن عندما عاد البعض إلى عادته في تناول القهوة والشاي ، أحسوا بالتعب مرة أخرى .