Admin Admin
عدد المساهمات : 157 نقاط : 462 السمة : 6 تاريخ التسجيل : 02/09/2012 الموقع : http://kenanaonline.com/Hashimalfadly
| موضوع: تقنية التركيز (1) الأحد سبتمبر 02, 2012 9:45 pm | |
| بين واقع الأحاسيس المشوّشة ونقاء الوعي الداخلي خيط رفيع، كان الإنسان ولا يزال يسعى إلى إختراقه وصولاً إلى ينبوع وحدته الداخلية. وما تقنيات التركيز التي مارسها عبر العصور إلاَّ جزءاً من إتجاهه اللاّواعي إلى الاستفادة من إيجابيات هذه الوحدة.
العلم الحديث الذي حلَّل هذه الناحية الإنسانية المهمّة، تعرَّف إلى حقائق علمية مدهشة تؤكد على أن التخيّل الإيجابي الموجّه والمستخدم عبر تقنيات التركيز والتنويم المغناطيسي، يساعد على تمتين أواصر الوحدة القائمة بين الوعي واللاّوعي، ويسهم إلى حدٍ بعيد في الشفاء من مختلف الأمراض. وفي هذا المجال أكثر من رأي علمي يشير إلى فعالية دور التخيّل الإيجابي الموجّه في مجال دفع الدماغ لأداء دور المعالج الخفي، وتحقيق الشفاء الذاتي.
فما هي تقنية التخيّل الإيجابي الموجّه، وكيف تستخدم ضمن نطاق التنويم المغناطيسي وخارجه؟ تقنيات التركيز: يؤكد الاختصاصيون الذين راقبوا الانفعالات والنتائج المرافقة للعلاج بتقنيات التركيز التي تؤمّن الدخول في اللاّوعي، إن انحسار الوعي الحسي ينبّه وظائف الدماغ، ويؤهلها لاستقبال المعلومات والصور والأفكار التي توجّه بدورها وظائف الجسم البيولوجية المرتبطة بها. ومن هنا الإشارة إلى أهمية الإستفادة من هذه المرحلة لاستبدال الأفكار السلبية بأفكار وصور إيجابية تساعد على الشفاء من الأمراض النفسية والجسدية. وحسب آخر الدراسات، فإن النشاط الدماغي يرتفع بشكل لافت خلال مرحلة انخفاض الوعي الحسي، وترتفع معه نسبة التفاعل المباشر بين وظائف مراكز الدماغ وبين أعضاء الجسم المتّصلة بها. وهذا يحصل عموماً أثناء العلاج بالتنويم المغناطيسي أو حتى خلال لحظات الاسترخاء والتأمل والتركيز العالي المستوى، وصولاً إلى الاندماج التام مع الصور الذهنية الموجّهة، والتي يفترض أن تؤمّن الشفاء الذاتي.
كيف يحصل هذا التفاعل؟ حسب رأي المعالجين المؤمنين بالنظرية المشار إليها، فإن بامكان المعالج الإيحاء بالمعلومات والأفكار والصور الإيجابية المطلوبة إلى الشخص الخاضع للعلاج، كما بالإمكان تدريبه لاستخدام هذه التقنية بنفسه للوصول إلى النتيجة المرجوة. وهذه النتيجة لا تتحقّق إلاّ عبر حالة الاسترخاء التام التي تؤمن وصول هذه المعلومات والأفكار والصور إلى المناطق الدماغية المسؤولة عن تسجيلها، ومن ثمّ تحويلها إلى الأعضاء المرتبطة بها.
فمثلاً : عندما يوحي المعالج للراقد في حالة استرخاء تام بضرورة التخلّص من الألم، يتلقّى المريض الإيحاء ويبعث به تلقائياً إلى مركز من دماغه مسؤول عن تسكين الألم. وعندما يطلب من المكتئب تخيّل نفسه وهو يمرح في ظروف سعيدة، تلبّي المنطقة المسؤولة عن الرؤية في الدماغ هذا الطلب، وتعمل على تظهير صور خيالية تتلاءم معه بعيداً عن المؤثرات الحسّية، لتعالج حالة الاكتئاب. وقد ثبت أن الأشخاص المعتادين على ممارسة الألعاب الخيالية، والخلود لأحلام اليقظة، هم الأكثر استعداداً للدخول في سكينة الوعي الداخلي والاستجابة لإيحاءات صور الخيال التي تساعد على الشفاء الذاتي. وهذا يعني أن بإمكان أي منّا الاستعانة بالتخيل الإيجابي بدون مساعدة إختصاصيين أو الاستسلام للتنويم المغناطيسي.
وإذا ما اعترفنا بأن أحلام اليقظة التي تبدأ منذ الطفولة هي جزء من آلية الدماغ الدفاعية، لاكتسبنا مع الوقت المقدرة على التحكم بها وتوجيهها بطرق تساعد على تنمية قوانا الكامنة، وتدعم دفاعنا الذاتي في وجه المؤثرات الخارجية، ومنها مسبّبات الأمراض، وهذا يتطلّب بالطبع وعياً علمياً وتفهّماً لدور تقنية التخيل الفطرية.
| |
|