العناد صفة ؟؟؟؟
نسمع
كثيرا في البرامج التحليلية ونقرأ في الكتب التاريخية ان تطورات وقفزات
تكنولوجية تمثلت بصناعة الاسلحة خاصة النووية منها ساهمت في تحويل مجرى
التاريخ ، وحددت مصير امم باكملها بل وتلاعبت بمستقبل ملايين البشر حول
ارجاء المعمورة.
لكن ماذا لو ؟
ماذا لو فكرنا قليلا وتعمقنا في بحث سلاح انساني لا يقل خطورة وفعالية عن اسلحة الدمار الشامل ؟
سلاح يستخدمه افراد ولكن نتائجه تكون وخيمة على اسر ومجتمعات ، نعم انها : " العنادة " .
تلك الحالة التي لا تستطيع فيها ان تميز بين الشخص " العنيد " و حائط تحاول ان تحركه بدون ادنى فائدة مهما تكررت المحاولات.
كم من شخص تمسك برأيه وافعاله حتى لو
كان على خطأ بل ودافع عن نفسه وقراره حتى الرمق الاخير وهو يشاهد النتائج
على ارض الواقع ويستمر بالانكار ومحاولة يائسة منه لاظهار صحة ما قام به
بكل الوسائل الغير مشروعة قبل المشروعة حتى ، هذا على مستوى الانسان العادي
فما بالكم لو قسنا ذلك على زعماء ، رؤساء دول ، قادة احزاب وشركات ووزارات
..... الخ من المناصب الحساسة التي تتطلب صنع قرارات مهمة ومصيرية!
لو رجعنا الى التاريخ لوجدنا ان
العنادة جزء لا يتجزء من سلوك دكتاتوريات لقت حتفها على الاغلب بطرق
مأساوية وعنيفة كما كان عقلهم وتفكيرهم عنيفا وهنا لا اعمم على الاطلاق
لانني ساقع حينها بنفس الخطا الذي اتكلم عنه ، نعم هناك من الشجعان القلائل
الذي تمسكون برأيهم ويغامرون بصحته ولكن بالتاكيد ضمن حدود معينة وبمساعدة
مخزون هائل من الخبرة في الحياة ، الم نتعلم ان الحياة لا تستحق منا كل
هذا التطرف , التعصب والتشدد على المواقف والاراء ، كم من الارواح زهقت في
سبيل رأي متحجر ؟ كم من البلدان تدمرت ؟ كم طفل مات جوعا وكم اسرة تفككت
وتشردت الى الشارع بسبب عنادة احد الزوجين ؟؟
لماذا يتوهم البعض منا ان التمسك بالرأي ( ولو اثبت عدم صحته ) يغذي احساسه بالرجولة ويعزز مكانته بين اقرانه واصدقائه ؟
تبا لمثل هكذا رجولة جامدة وهادمة
جاهلة وحمقاء ، نعم حمقاء ! انت لست برجل لانها لا تقاس هكذا ، الحائط كما
ذكرت لن يغير موقفه ويتزعزع لكن قد يضربه زلزال يطرحه ارضا انت كذلك ابقى
مثله واغلق عقلك على افكارك لتجد نفسك : " لا شيء " هذا ان وجدتها اصلا .
وليس هناك افضل من جبران خليل جبران لاختم معه : " عجيبٌ غريبٌ اننا ندافع عن خطإنا بأكثر قوة مما ندافع عن صوابنا . "