اين حمرة الخجل :
الحياء
هو شعبة من شعب الإيمان ، وهو خلق محمود ، وأمر فطري غالباً ماتوصف به
النساء عامة والبنات خاصة ، فالحياء خاصية بشرية أنثوية ، وهو السمة
المميزة للفتاة ، ولكن بعد دخول عصر التكنولوجيا والإنترنت ، وبعدما أصبح
العالم قرية صغيرة ، تغيرت حياتنا وتطورت أفكارنا وتغير معها عاداتنا
وتقاليدنا العربية والشرقية ، وأصبحنا نقلد الغرب في نمط حياتهم اليومية
وفي أفكارهم وطبائعهم وفي كل شئ ، وأصبحت الفتاة العربية نسخة طبق الأصل من
تلك الفتاة الغربية ، حيث أصبحت فتاتنا العربية تفتخر بتحررها الزائد ،
وترى أن الخجل والحياء أصبحوا ( موضة قديمة ) ولا مكان لهم في هذا العصر.
ففي المنتزهات والمراكز التجارية نرى
أن نسبة كبيرة جداً من الفتيات أصبحن بدون حياء ، وأصبحن أكثر جراءة من
الشباب ، فمنهن من ترفع صوتها وسط الشباب ، ومنهن من تضحك بصوت عالي لافت
للأنظار ، ومنهن من تطيل النظر إلى وجوه الشباب ، فأغلب الفتيات خلعن رداء
العفة والخجل ولبسن رداء الحرية والتطور، حيث أصبحن الفتيات يفعلن مايحلوا
لهن باسم ( الحرية )، حتى وصل بهن الأمر إلى إعطاء أرقامهن للشباب !
والكارثة الكبرى أنهن أصبحن يتفاخرن بعلاقاتهن وتصرفاتهن أمام الملا ولا يهمهن أحد.
فأين ذهبت فتاتنا الرقيقة العذبة
البريئة ، أين ذهبت تلك الفتاة الخجولة الحيية ، فهل التحضر والعصرية معناه
أن تنسلخ الفتاة عن تلك الصفة الجميلة ، تلك الصفة التي خصها الله تعالى
للإناث لترتدع عن ارتكاب المعاصي.
ولكن على الرغم من تأثرنا بالغرب
وبالأفكار الغربية ، إلا أننا مازلنا نحتفظ بعقولنا ومازلنا نستطيع أن نفكر
حتى نعرف وندرك ماهي مبادئنا وقيمنا التي لن نستغني عنها.
فنحن بحاجة
إلى عودة الفتاة التي يحمر وجنتيها من الخجل ، بحاجة إلى الفتاة البريئة
الحيية ، نحن حقاً بحاجة إلى مريم العصر ، مريم التي ( صدقت بكلمات ربها
وكتبه وكانت من القانتين ).
فجمالك أيتها الفتاة هو حيائك ، فالحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة.